الجمعة، 25 يوليو 2014

البيان في حال عبد اللطيف الكردي في قضية الإيمان







البيان في حال عبد اللطيف الكردي في قضية الإيمان







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
         فإن مسالة الايمان من اهم مسائل العقيدة ,  بل هي أساس لجميع مسائلها ,  وإن الخلاف فيها ظلّ من أعظم قضايا الخلاف بين هذه الأمة في عصرها كلها , حتى وصل الى حد التكفير  و القتال  , وتكلم بعض الناس فيها على أُسسٍ غير علمية , بعيدة كل البعد عن ادلة الكتاب و السنة وفهم سلف الامة وعلمائها , حتى هيمن فكر الارجاء على حياة كثير من المسلمين  بسببهم  , و تستر أهل الكفر والطغيان  و دعاة العلمانية بفتاويهم , وصار الاسلام عند هؤلاء مجرد شعارات وشعائر مجردة لا روح فيها , وأصبح الناس يكتفون لإصدار حكم الاسلام بمجرد إظهار الشخص لشعيرة من شعائر الاسلام , ولو غرق في الكــــــــفر الى أطــــــــــــــراف أذنيــــــــــه  او مملوء في الالحـــــــــــــــــــاد من رأسه الى أخمص قدميـــــــــه .
        وإن من الضلال المبين والغش للمسلمين  جَلْبَ أقوالِ الفرق الضالة وكسائها بلحاء الشريعة , ونسبتها الى مذهب اهل السنة والجماعة , والدعوةَ  الى مذهب  الارجاء بدعوى  انه مذهب اهل السنة , وإن معتقد  المرجئة من اخطر العقائد على المسلمين لما عند المرجئة من التساهل في الذنوب والتغافل عن الوعيد الشديد في الكتاب والسنة ولهذا الخطر جاءت الاثار المتكاثرة في ذم المرجئة والتحذير في معتقدهم ,منها :
1.     قول إبراهيم النخعي[1] : لفتنة المرجئة اخوف على هذه الامة من فتنة  الأزارقة , و الأزارقة : هي طائفة من الخوارج  .
2.     وقول الزهري : ما ابتدعت في الاسلام بدعة هي أضر على اهله من بدعة الارجاء
3.      قول سعيد بن جبير : إن المرجئة يهود اهل القبلة وصابئة هذه الامة
4.      قول سفيان الثوري : تركت المرجئة الاسلام أرق من ثوب سابري [2].
5.     قول شريك  القاضي : المرجئة هم أخبث قوم , حسبك بالرفض خبثا ,  ولكن المرجئة يكذبون على الله,
6.     قول يحيى بن أبي كثير:(ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء.
7.     قول منصور بن المعتمر:(لا أقول كما قالت المرجئة الضالة المبتدعة).
8.     وقال أيضاً:(هم أعداء الله:المرجئة والرافضة).
       وإنه لمن المضحك المبكي , أن ينقلب مرجئيٌ الى اهل السنة , وأن  يُتَّهَمَ أهلُ السنة والجماعة بأنهم خوارج  وأنهم يكفرون المسلمين , وأهل السنة  والحمد لله ما كفروا مسلما قط  وإنما كفروا المشركين وحاربوا المارقين , فأقول يا مرجئة  : مهما اتهمتمونا بالأكاذيب  والاباطيل فإننا على طريقنا نسير وإن كانت اقدامنا تصطدم بصخور و ركام أنتجتها أفكاركم المنحرفة , فإن الحق يعلو ولا يُعلى عليه .
            وبعد هذه المقدمة  اقول : إن عبداللطيف الكردي نائب ربيع المدخلي في العراق  يروج مذهب المرجئة بين المسلمين ويزعم ان  ما يدعوا إليه هو مذهب السلف ويتهم اهل السنة والجماعة بانهم خوارج و تكفريون !!!!!!!!!!!!!  وقد سمعته يقول : إن العمل شرط كمال في الايمان!!! لا شرط صحة  , وبناء على كلامه : فإن تارك الاعمال بالكلية عنده مسلم !!! وانه مع هذا المذهب البدعي  يرى نفسه من الاوصياء على منهج  السلفية  وكل من لا يوافقه  فهو خلفي لا سلفي !!! كأن منهج السلف حكر على جماعته فقط , وفي الحقيقة ان الذي  يدعوا إليه في قضية الايمان نفس مذهب المرجئة كما سيأتي إثباته  فضلا عن تأصيلاته  و تقعداته العفنة ,في الجرح والتجريح
        أقول ابتداءاً : ان العلماء من الصحابة الى يومنا هذا لم يختلفوا في أن  العمل من الايمان , بل نقل الشافعي وغيره الاجماع على ان العمل من الإيمان , و يقول العلامة سفر الحوالي أن إخراج الاعمال من الايمان لم يعرفها السلف ,, و ها هي اقوال بعض العلماء على ذلك :
1.     ابن بازقال في كلامه على كتاب ضبط الظوابط للزهراني  : هذاالكتاب يدعو الى مذهب الارجاء المذمومة ؛ لأنه لا يعتبر الاعمال الظاهرة في حقيقة الايمان , وهذا خلاف ما عليه اهل السنة والجماعة  , وقال : نحذر المسلمين  مما احتواه هذا الكتاب ,  وكذلك حذر من كتاب حقيقة الايمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة لعدنان عبد القادر , وكتاب  احكام التقرير لمراد شكري
2.      ابن عثيمين : اقول صرح الشيخ اكثر من عشر مرات ان العمل من الايمان  ويكفي أنه يقول بكفر تارك الصلاة
3.      الفوزان : اقول ان الشيخ صرح مرات و كرات على ان العمل من الايمان  وان تارك الصلاة كافر ,وان تارك الاعمال ليس بمسلم ,وقرظ كتبا  في هذه القضية ومن هذه الكتب :
1)   درء الفتنة عن اهل السنة لبكر ابي زيد
2)   رفع الائمة عن اللجنة الدائمة لمحمد الدوسري و كذلك حذر هو وابو زيد وسماحة المفتي وعبد الله الغديان  من كتابين  صيحة نذير ,والتحذير من فتنة التكفير ,لعلي الحلبي
3)   إبن –جبرين – ذكر الشيخ في تعليقاته على متن لمعة الاعتقاد ان الاعمال من الايمان ,و كذلك قدم لمحمد الدوسري كتابه رفع الائمة عن اللجنة الدائمة ,
4)    بكر ابو زيد قال في كتابه درء الفتنة عن اهل السنة, إياك ثم إياك أيها المسلم تغتر بما فاه به بعض الناس من التهوين بواحد من هذه الاسس الخمسة لحقيقة الايمان لا سيما ما تلقفوه عن الجهمية وغلاة المرجئة من ان العمل كمالي في حقيقة الايمان ليس ركنا فيه , وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله تعالى في ستين موضعا ,
وفي الختام أشير الى بعض الامور :
                            أ‌-         ان عبداللطيف وجماعته وافقوا أهل السنة في التعريف دون التطبيق في مسالة الايمان لانهم يقولون ان العمل من الايمان لكن شر ط كمال !!! ويغترون بانهم يقولون بالزيادة و النقصان!! وان بعض السلف قالوا  من قال ان العمل من الايمان ,وان الايمان يزيد وينقص برئ من الارجاء اوله واخره فلا يدرون ان قول السلف ينطبق على من يقول بشرط الصحة  لا بشرط الكمال,
                          ب‌-      ان عبد اللطيف وحزبه  يروجون بعض الشبهة ويستدلون ببعض الاحاديث ,مثل حديث البطاقة وحديث لم يعملوا خيرا قط!! وحديث يخرج من النار من قال لا اله الا الله !!ولا يدرون هؤلاء المساكين ان هذه الاحاديث يستدلون بها المرجئة كما قاله شيخ الاسلام  وقد أجاب اهل السنة عن جميع هذه الشبهات  بما يشفي العليل ويروي الغليل
                          ت‌-      اقول كما قال بعض السلف ,والله إني لا آسى عليه ولكن آسى على الذين أضلهم .
         وبهذا القدر أكتفي والصلاة والسلام على النبي الوفي وعلى آله وصحبه وكل تقي              
وكتبه
عبد العزيز العراقي

1 – 1 -  2014




الحاشية
_______________________________________________________________
[1] أخرجه عبد الله  في السنة برقم(620).
[2] السابري من الثياب:الرقاق: